الأربعاء، 4 مارس 2015

الجزر ملك الخضار ومنجم للفيتامينات

تتوالى الدراسات الطبية عن الجزر  ويبدو أن جذور هذا النوع من الخضار لمتذهب بعيداً في جمعها لعناصر الصحة والعافية من باطن الأرض، كونهاتتحول الى منجم غني بالمعادن والأملاح والفيتامينات، وما على الإنسان إلاأن يأخذ منها ما شاء ليضيفها الى أطباق الطعام الشهية نيئاً كان أومطبوخاً.  


والدراسات التي بحثت الأمر خرجت بنتائج تطرح تناوله كأحد أهم المنتجاتالغذائية عالية الفائدة الطبية للصغار والكبارفقوة الجزر تنبع من تركيز مادة "بيتاكاروتينالتي تتحولفي الجسم الى فيتامين أيه (A)، وكذلك من وجود فيتامين كي (K) الأساس في تفعيل عمل عناصر تخثرالدم، ومواد "فايتوالكيميائية، وجملة أخرى من المواد النافعة.
ويشير تحليل المختبرات لكوب من الجزر المقطع، بوزن 120 غراما، الى أنه يحتوي على كمية من السكرياتبمقدار 12 غراما، وواحد غرام من البروتين، وكمية لا تذكر من الدهون، ليبلغ بهذا مجموع الطاقة فيهحوالي 52 كالوري (سعر حراري) . وبمقارنة الحاجة اليومية من الفيتامينات، فإن هذه الكمية من الجزرتمد الإنسان بأكثر من ستة أضعاف حاجته اليومية من فيتامين إيه (A)، وكذلك بأكثر من ضعفي حاجتهاليومية من فيتامين كي (K)، و 20% من فيتامين سي (C)، و10% من فيتامينات بي - 1(ثيامين)، وبي-6 (بايريدوكسين)، وبي-3 (نياسين)، وكذلك 5% من فيتامين الفوليتأما من المعادن والأملاح فإنهاتمده بحوالي 10% من البوتاسيوم والمنغنيز، و5% من الفسفور والمغنيسيوم والكبريت والكالسيوم،وقليل من الحديد والنحاس، وغرامات من الألياف.


وترتبط ثلاثة مركبات بعضها ببعض، وهي بيتا كاروتين وألفا كاروتين وفيتامين إيه (A). فبيتا كاروتيناستحوذت على الاهتمام الطبي لأنها مادة تتحول في الجسم الى فيتامين إيه (A). وهذا الفيتامين هوما يلزم في المحافظة على كفاءة جهاز المناعة في الجسم، وعلى سلامة صحة الأسنان والعظاموالأنسجة الرخوة في الجسم كالجلد وغيره، إضافة الى دوره في الخصوبة والرضاعةكما أنه لازم لصنعمركبات الصبغ في شبكية العين، التي تمكن من وضوح الرؤية، خصوصاً في حالات الضوء الخافتويمتلكمركب بيتا كاروتين خاصية مضادة للأكسدة يعمل بالإضافة لكونه مصدرا لفيتامين إيه (A) على تحطيمالجذور الحرة، وهي المواد التي تسهم في نشوء الخلايا السرطانية، وفي ترسب الكولسترول علىجدران الشرايين، وكذلك على تدهور القدرات الذهنية لخلايا الدماغوحالات نقص فيتامين إيه (A)، بحسبالإصدارات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية، سبب في حصول 350 ألف حالة عمى أو نقص قدرة الإبصارلدى الأطفالوبحسب ما ذكرت، فإن نتيجة ذلك وفاة 60% منهم لأسباب متعددة، وهو ما تسهلالوقاية منه.

الحاجة الى هذه المادة هي ضرورة معتدلة، بمعنى أن نقصها من الجسم مضر، وكذلك الإفراط فيتناولها من الحبوب الدوائية أو تناولها من المصادر الحيوانية كاللحوم ومشتقات الألبان، لأنه يحمل فيطياته أضراراً، كارتفاع نسبة فيتامين أيه (A) في الجسم الذي يعتبر حالة مرضية مستقلة، والى ارتفاعنسب المواد الأخرى المصاحبة في المنتجات الحيوانية كالدهون، لذا فإن توفر مصدر نباتي خال منالدهون، ويؤمن كمية معتدلة منه، هو الحل الأمثل لتلبية حاجة الجسم، وهو ما يفعله تناول الجزر.فالمرء حينما يتناول كميات معتدلة من بيتا كاروتين فإنه يتيح للجسم التحكم في تحويله الى فيتامينإيه (A) حسب حاجته دون أن يضطر لتحويل كميات عالية منه، أو لتراكمه.

ألفا كاروتين هي مادة أخرى مهمة، وكانت من زمن قد أشارت دراسة لباحثين من جامعة كيوتو فياليابان الى أنها أقدر على تثبيط العوامل المساهمة في نشوء السرطان من قدرة مادة بيتا كاروتين.
ومواد فايتو الكيميائية، هي في الواقع جانب آخر مما يتوفر من مواد في الجزر وغيره من النباتات،فهي مواد طبيعية نشطة يتجاوز عددها 900 نوع، تعمل مع باقي المواد المتوفرة في النباتات ومعالألياف على الوقاية من الأمراض، كإبطاء الشيخوخة وزيادة المناعة وتوازن عمل هرمونات الجسم وتقليلمخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الشرايين، وهي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة وتعمل على تنظيفالجسم من تراكم السموم إضافة الى مقاومة الالتهابات الفيروسية والبكتيرية والذاتية في الجسم

ألوان الجزر
ألوان الجزر كلها فوائد، وهو يتوفر اليوم بألوان تتراوح من الأبيض مروراً بالأصفر والبرتقالي على درجاتووصولاً الى البنفسجيوالنظرية الأساس في علم التغذية أن قدرات المنتج النباتي للوقاية منالأمراض تعتمد بدرجة كبيرة على لونه، إذْ هو ما يعبر عن المواد الكيميائية الفاعلة فيهوالعواملالمؤثرة في لون الجزر، وبالتالي فائدته عديدة، منها درجة حرارة الجو، فكلما زادت أو قلت عن معدليتراوح بين درجة 30 و 33 درجة مئوية، كلما قل تركيز صبغ المواد المفيدةوتعتبر التربة الرملية والغنيةبالأسمدة العضوية أفضل، وكلما تعرضت النبتة للشمس فهو أفضل، وكلما زاد ريها كلما قلت نسبةالصبغ المفيد في جذوره

فوائد طبية
وفي هذا المجال تتعدد الدراسات، كل بحسب تأثير المادة الكيميائية في الجزر، لكن بشكل عام فلقدأشارت دراسات كثيرة الى فائدة تناول المنتجات النباتية المحتوية على مواد الكاروتين ومواد فايتوالكيميائية في الوقاية من السرطانوالجزر بالذات تناولته دراسة من بريطانيا ومن الدانيمارك مؤخراً فيمجلة الزراعة وكيمياء الغذاء، وأظهرت أن الجزر يقلل من نسبة نشوء سرطان الأمعاء في حيواناتالمختبراتوعزا الباحثون السبب الى إحدى مواد فايتو الكيميائية وتدعى فالكارينول، وهي مادة لهاخصائص مقاومة للحشرات والآفات التي تصيب النباتات بشكل عامكما أن دراسة أخرى تناولت مادةكاروتين وأشارت إلى أن تناول هذه المادة من مصادرها الطبيعية يقلل من سرطان الرئة، وهو ما لميتحقق حين تناول حبوب فيتامين إيه (A). ودراسات أخرى أشارت الى أن مادة كاروتين الطبيعية تقلل منالإصابة بسرطان الثدي والمثانة والبروستاتة.
وهناك جملة من الدراسات بعضها يشير الى أنه يقلل من نسبة الكولسترول وأخرى تتحدث عن فائدتهفي خفض سكر الدم وثالثة أنه يقي بنية أنسجة الرئة من التلف لدى المدخنين ورابعة وخامسة عنوقايته للمعدة والأمعاء وغيرها كثير، لكن الواضح هو قدرة المواد التي في الجزر على تقليل الإصابةبالسرطان وكذلك أمراض شرايين القلب.
الدراسات بمجملها تشير الى أن إضافة الجزر الى وجبات الغذاء أمر مفيد بلا ريب للوقاية من الأمراضولتلبية حاجات الجسم، لكن الفوائد المخصوصة كعلاج فهي حتى اليوم بدائية لا يعتمد عليها فيالنصائح الطبية العلاجية.

سلامة تناول الجزر
حينما يتناول أي منا كميات عالية من الجزر أو عصيره، فإن مادة بيتا كاروتين يرتفع منسوبها في الجسموبالتالي تظهر صبغة صفراء برتقالية على الجلد وليس على بياض العين تحديداًوالسبب أن الجسم لايستطيع التعامل مع كميات تتجاوز ثلاثة أكواب بحجم 8 أونصات (الأونصة 30 غراما تقريبامن الجزر أوعصيره، لما يتم تناولها دفعة واحدة على معدة خاليةوالحالة ليست ضارة كما هو الحاصل في حالاتارتفاع نسبة فيتامين إيه (A)، إذْ شتان بين الأمرينوالجيد في الأمر هو محاولة الجسم خزن الفائض منمادة بيتا كاروتين في الجلد الى أن يصبح بمقدور الكبد تحويلها رويداً الى فيتامين إيه (A)، ولذا يلاحظتلاشي هذه الحالة مع مرور الوقتوالظاهرة هذه لا تخص مادة بيتا كاروتين الصفراء، بل حتى مادةلايكوبين الحمراء، كما في الطماطم فإنها تترسب في الجلد حال ارتفاع نسبتها في الجسم مما يعطياللون الوردي للجلد.
كما أن الحساسية من تناول الجزر هي حالة حقيقية، فالدراسات الأوروبية، بدءا من دراسة تمت فيسويسرا عام 2001 وما بعدها من دراسات، تشير الى تسبب الجزر في إثارة الحساسية لدى 25% منالأوروبيين الذين يعانون بالأصل من الحساسية.
ولقد تناول الباحثون أيضاً موضوع أيهما أفضل تناول الجزر نيئاً أم مطبوخاً؟والأمر برمته مرتبط بمدىقدرة الأمعاء على امتصاص المواد النافعة في الجزر إذا ما تم مضغه مع الطعام بطريقة غير سليمة.فالدراسة التي تمت في جامعة أركانسو بينت أن الجزر لا يفقد قيمته الغذائية بالطبخ المعتدل بل انقدرة الجسم على امتصاص المواد المضادة للأكسدة تزيد مما يرفع نسبتها في الدم مقارنة مع أكلهنيئاً، حسب ما بين تحليل الدم لدى المشاركين في الدراسةوالسبب هو قلة المضغ الجيد كما يعزوهالكثيرون، لكن لا توجد دراسة تقارن العصير بالمطبوخفالطبخ يذيب شيئاً من صلابة مادة السيليلوز فيجدران خلايا الجزر مما يسهل امتصاص ما بها من مواد مفيدة.
المؤلف

0 التعليقات:

إرسال تعليق