الاثنين، 16 فبراير 2015

تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

تفيد التقارير واسعة النطاق بأن مواقع التواصل الاجتماعي، منها الفيسبوك والتويتر، لها فوائد للصحة النفسية من حيث الإحساس بالاندماج والترابط الاجتماعي.




فعلى سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من العوائق التي تحول دون تفاعلهم اجتماعيا، فإن التواصل مع الناس عبر هذه المواقع يمكن أن يزيد من مشاعر الترابط لديهم.
كما وأن له نتائج إيجابية أخرى، منها رفع مستويات تقدير الذات وخفض مشاعر الوحدة.
ويذكر أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو مفيد بشكل خاص للأشخاص من الفئات التي عادة ما تكون مستبعدة اجتماعيا، منها أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
وفضلا عن تحسين الرفاهية الاجتماعية العامة، فيمكن لهذه المواقع أن تسهم في تحقيق نتائج أفضل لعلاج مختلف قضايا الصحة النفسية، منها الاكتئاب والقلق والانتحار والاضطرابات الأخرى.
ويذكر أن الفرصة لزيادة الترابط في المجتمع تعني أن المعلومات قد أصبحت في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى، ما جعل الناس أكثر دراية بقضايا الصحة النفسية وما معناها وأين يطلبون المساعدة لأجلها.
كما ويجري تصديع وصمة العار حول المرض النفسي من خلال حملات التسويق الاجتماعي وتبادل المعلومات عبر قنوات الإنترنت.
وتسمح مواقع التواصل الاجتماعي أيضا بالحصول على نقاط وصول جديدة لخدمات الصحة النفسية التي تتوفر على مدار الساعة وتقدم في وضع متحفظ ومريح.
ويذكر أن كمية البيانات المتوفرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي هي أيضا قيمة لبحوث الصحة النفسية.
فهناك منظمات تتخذ نهجا أقل إثارة للجدل من خلال أبحاث تجريها على الفيسبوك عبر جمع المعلومات عن الأشخاص من خلال "البوستات" والتغريدات وغيرها.
كما وأن القدرة على التحليل السريع لكميات كبيرة من البيانات عبر الإنترنت يمكن من إعطاء فكرة ذات مغزى عن الحالة النفسية للأفراد والجماعات، وحتى البلدان بأكملها، ما يمكن من تحليلها بالنسبة للوقت أو بالنسبة لأحداث معينة.
وفي الآونة الأخيرة، قامت مواقع التواصل الاجتماعي بمنح ممارسي الصحة النفسية مسارات جديدة لتوفير الدعم والعلاج لمن يعانون من الأمراض النفسية.
وذلك من خلال خيارات أساسية، منها الدعم والرصد وإنشاء مجموعات الدعم والوسم ووسائل أخرى عديدة لتقديم علاجات مبتكرة من خلال المنصات الاجتماعية والتطبيقات.
وقد تم حديثا إجراء دراسة تحليلية شارك بها نحو 1800 شخص بالغ. وقد هدفت هذه الدراسة لاستكشاف ما إن كان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة والإنترنت يرتبط مع مستويات أعلى من الضغط النفسي.
وقد تم تعريف الضغط النفسي من خلال هذه الدراسة باعتباره تقييما للمخاطر التي يواجهها الناس للاضطرابات النفسية المتصلة به، منها القلق والاكتئاب. وكذلك للأمراض الجسدية، منها أمراض القلب والأوعية الدموية والتعرض للأمراض الالتهابية.

وقد توصلت الدراسة إلى نتيجتين رئيسيتين توضحان التفاعل المعقد بين التكنولوجيا الرقمية والإجهاد، وهما أن:
● الاستخدام المتكرر للإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص لا يزيد من مستويات الضغوطات النفسية لدى الشخص.
بل أن العكس هو صحيح بالنسبة للنساء.
فقد ظهر أن من يستخدمن التويتر والبريد الإليكتروني ويتبادلن الصور من خلال الهاتف الخلوي كان لديهن مستويات أقل من الضغط النفسي.
● وفي الوقت نفسه، تشير البيانات إلى أن هناك ظروفا تجعل الاستخدام الاجتماعي للتكنولوجيا الرقمية يزيد الوعي للأحداث المؤدية للضغط النفسي في حياة الآخرين، خاصة بالنسبة للنساء.

المؤلف

0 التعليقات:

إرسال تعليق